كيف تم عمل تمثال لاظوغلي الشهير

كيف تم عمل تمثال لاظوغلي الشهير
(اخر تعديل 2023-05-29 16:14:35 )

لاظوغلي باشا (محمد لاظ أوغلو باشا) هو أول وزير دفاع بتاريخ مصر الحديث, اسمه الحقيقي محمد لاظ باشا, ولاظ عائلة تركية شهيرة ناحية الجبل الأسود, وأوغلو باللغة التركية تعني ابن.

لاظوغلي كان صديق مقرب لمحمد علي باشا حينما كانوا مجندين بالجيش العثماني, وأتوا علي مصر مع الجيش وقت الحملة الفرنسية, واستقروا بها.

حينما حدثت ثورة عمر مكرم علي خورشيد باشا أصبح محمد علي هو الحاكم, فقام بتعيين لاظوغلي بالبداية كوزري مالية, وكانت له إصلاحات اقتصادية هائلة, فلنا أن نعرف أن النهضة المصرية كان وزيرها لاظوغلي باشا.

ولكن عام 1808م وقت حملة فريزر تم تعيين لاظوغلي باشا كتدغي وانتصر, ومن بعدها كانت له العديد من الانتصارات. 

وإن نظرنا لتاريخ لاظوغلي باشا فسنجده أبيضا مشرفا, ليس به ما يشوبه سوي مذبحة المماليك التي كانت ومازالت السقطة الوحيدة بتاريخ لاظوغلي باشا.

حيث كانت تثور مماليك الصعيد علي محمد علي بقيادة شاهين وإبراهيم بك, وأيضا قاموا بالتواصل مع جهات أجنبية كإنجلترا وفرنسا من أجل الانقلاب علي محمد علي واغتياله.

في هذا الوقت احتار محمد علي في أمرهم ولم يدري ما يفعل للخروج من هذا المأزق, فاقترح عليه لاظوغلي باشا التخلص منهم بفكرة مذبحة المماليك.

بعد المذبحة تم تعيين لاظوغلي باشا بمنصب جديد, وهو رئيس الوزراء وظل أقرب الشخصيات لمحمد علي حتي وفاته عام 1827م

لم يكن لاظوغلي باشا مهتما بالشهرة أو حتي الظهور, حتي أنه القليل جدا من المقربين للقصر كان يعرف شكله, فقد كان رافضا تماما فكرة رسمه أو تصويره, ولسبب غير معلوم كان مقررا الاختفاء وعدم ذكر اسمه كثيرا.

ولكن كيف مع كرهه للشهرة والظهور هذا تم عمل تمثال له؟

عام 1869م في عهد الخديوي اسماعيل, والذي كان اصلاحي بحت ويبحث دائما عن الاصلاحات والإنشاءات, فكان يقوم بإنشاء القاهرة علي الطراز الأوربي بداية من القصور والأوبرا وميادين وسط البلد.

ولكي تكتمل اللمسة الأوربية بشكل صحيح كان لابد من تزيين الميادين الجديدة بتماثيل لشخصيات هامة.

ليختار الخديوي اسماعيل أربع شخصيات من عهد محمد علي, وهم جده محمد علي باشا, وإبراهيم باشا والده, وسليمان باشا, ولاظوغلي باشا.

كان تمثال لاظوغلي باشا من نصيب النحات الفرنسي الشهير جاك مار, ولنحت تمثال لأي شخص لابد أن تتعرف علي ملامحه بشكل جيد جدا وهو ما لم يحدث مع لاظوغلي باشا لعدم وجود أي صور أو لوحات له.

ولكن أصر الخديوي اسماعيل أن يتم عمل تمثال له, وأمر الحكومة بهذا, والتي لم تجد أي صورة أو حتي وصف لملامح لاظوغلي باشا ولم يكن له أولاد.

لتقوم الحكومة وقتها بتكليف أحمد باشا الدرملي محافظ مصر أن يبحث عن حل لهذه الأزمة.

وفي أحد الأيام أثناء سيره مع محمد ثابت باشا وزير الأوقاف والمعارف حينها, فجأة مر بجوارهم رجل يحمل قربة ماء ويتضح أنه يعمل سقا.

فجأة نظر محمد ثابت للرجل وقام بجذبه من يده قائلا:

"انت رزقك في رجليك, الراجل ده الخالق الناطق نفس شكل لاظوغلي باشا"

فنظر الدرملي للسقا وقال له:

"أنا عايزك في مهمة, وهتتكرم من الخديوي نفسه, المهم انك تجيلي تاني يوم الصبح في الضبطية"

وبالفعل باليوم التالي كان الرجل لدي الدرملي بمكتبه, وكان هناك اثنان من أولاد أصدقاء لاظوغلي باشا الذين نظروا للسقا ثم مالوا للدرملي باشا وقالوا شبهه فعلا.

فقام الدرملي باستدعاء المعاون الخاص به وأمره بأخذ السقا وتفصيل بدلة ملكية له, وعمة تشبه التي كان يرتديها لاظوغلي باشا تماما, وأيضا أمر أن بجلب سيف من سيوف الدولة قديما.

وحينما عاد كان هناك مصورا منتظرا له هناك, والذي طلب منه الوقوف بعظة وشموخ وكأنه ملك, وقاموا بالتقاط مجموعة صور كالتمثال تماما, وقاموا بإرسالها لجاك مار في باريس.

وبعد ثلاث سنوات من العمل وصل التمثال لمصر, وأصبح بموقعه الحالي بميدان لاظوغلي.

فتخيل انه علي مدار أكثر من 100 عام نقوم بتعظيم رئيس وزراء سابق, لكن ملامح التمثال هي ملامح السقا وليس لاظوغلي, سقا فقير تم صنع تمثال له ولم يتم حتي ذكر اسمه.