كيف تولت شجر الدر حكم مصر؟

كيف تولت شجر الدر حكم مصر؟
(اخر تعديل 2023-09-27 03:54:18 )

شجر الدر واحدة من أهم الشخصيات النسائية التى حكمت مصر عبر التاريخ ، وفى السطور التالية سوف نتحدث عن حياتها ونشأتها منذ أن كانت جارية حتى أصبحت ملكة مصر ...

نشأتها

يقال إنها كانت جارية من أصل تركى أو أرمينى ، ويقال إنها خوارزمية من بلاد ما وراء النهر ، وقد بيعت في سوق الرقيق الأبيض واشتراها السلطان نجم الدين أيوب ثم أحبها وتزوجها ، وأنجب منه ابنهما الخليل ، ولكنه مات صغيرا .

صفات امتازت بها شجر الدر

تميزت شجر الدر بشدة جمالها وشعرها الأشقر الجميل ، فكانت تفوق نساء عصرها سحرا وجمالا

مما جعل نجم الدين يقع فى حبها ، وعرف عن شجر الدر ذكاؤها الشديد ، وعقلها الراجح ، وقدرتها على إدارة الأزمات ، وقيل عنها إنها امرأة حديدية ذات الشخصية القوية التى استطاعت بها أن تدير البلاد وخصوصا وقت المحن والأزمات ، وعرف عنها الرأى السديد ، والنفس الطموحة منذ نشأتها ، فكل هذه الصفات التى امتازت بها شجر الدر جعلت منها واحدة من أهم الشخصيات النسائية على مر التاريخ ، فقد سطرت صفحات الكتب بسيرة تلك المرأة العظيمة والتى سجلت أحداث حياتها منذ البداية حتى النهاية ..

كفاحها مع زوجها نجم الدين

كانت شجر الدر تقف بجوار زوجها الصالح نجم الدين طوال حياته ولم تفارقه لحظة واحدة ، وكانت معه فى أصعب الأوقات وأشد الأزمات ، حتى إنها رافقته أثناء فترة إعتقاله فى قلعة الكرك بالأردن وحبست معه فى محبسه آنذاك ، وكافحت معه منذ أن كان أميرا على إحدى الثغور ببلاد الشام حتى أصبح حاكما لمصر ، وقد أثبتت شجر الدر طوال هذه الفترة أنها مثالا للمرأة والزوجة المخلصة لزوجها ، ولم تتوانى فى خدمته لحظة بل كانت دائما فى طوع أمره ، تشاركه الأحزان والأفراح وحتى الأزمات والصعاب ، مما جعل نجم الدين يتعلق بها ويحبها حبا شديدا طوال فترة حياته معها حتى توفاه الله عز وجل .

كيف حكمت شجر الدر مصر ؟

تولت شجر الدر حكم مصر بعد موت زوجها الصالح نجم الدين أيوب ومقتل ابنه توران شاه على أيدى المماليك ، وظلت فى الحكم حوالى ثمانين يوما ، ولكن المصريين أشعلوا الثورات ضد حكمها ورفضوا أن تحكمهم امرأة ؛ مما جعل المماليك يعرضون عليها فكرة الزواج من أحد أمرائهم لكى يكون هو الحاكم الفعلى أمام الشعب وتهدأ ثورة المصريين ضد حكم شجر الدر ، وبالفعل قد تم ذلك وتزوجت شجر الدر من الأمير عز الدين أيبك التركمانى ، وأصبح هو حاكم البلاد الفعلى ، وظلت علاقته بشجر الدر طيبة إلى أن تغيرت الأحوال بينهما وحدثت الخلافات ، بالأخص بعدما علمت شجر الدر بأن عز الدين أيبك يريد الزواج عليها من بنت أمير الموصل ، فغضبت منه بشدة وأرادت قتله ، وبالفعل طلبت من رجالها قتله فقتلوه داخل الحمام بالقاهرة ، وعندما سئلت عن سبب موته أنكرت وقالت إنه وجد مقتولا بالخارج وجئ به إلى هنا ، ولكن لم تنطلى هذه الكذبة على رجال عز الدين أيبك وعرفوا أنها هى السبب فى قتله فقبضوا عليها وسلموها لزوجته الأولى أم على فأمرت جواريها بضربها بالقباقيب حتى فارقت الحياة وألقيت من إحدى شرفات القلعة وتركت جثتها ملقاة فى العراء ثلاثة أيام حتى تم دفنها بالقرب من قلعة صلاح الدين بحى الخليفة .

وفى النهاية نرى من خلال تتبعنا لمسيرة شجر الدر أنها واحدة من أعظم النساء فى الدنيا ، فقد عرفت بقوة الشخصية والجسارة ، والطموح الشديد ، وعزة النفس والكثير من الصفات التى قلما توجد فى الكثير من بنات جنسها عبر التاريخ الإنسانى.