كيف حدثت أول جريمة زنا على وجه الأرض

كيف حدثت أول جريمة زنا على وجه الأرض
(اخر تعديل 2023-11-16 01:21:17 )

تعد جريمة الزنا واحدة من أقبح الجرائم وأبشعها على الإطلاق ، وهى من الجرائم غير الأخلاقية التى ترتكب على وجه الأرض ، وتعد من أكثر الجرائم بغضا بين الناس ، وواحدة من جرائم الشرف التى يعاير بها الإنسان مدى الحياة ، وفى السطور التالية سنتعرف على أول جريمة زنا حدثت على وجه الأرض ..

متى وأين حدثت أول جريمة زنا على وجه الأرض ؟

حدثت هذه الجريمة البشعة فى عهد النبى شيث عليه السلام ، عندما خالف قومه وصاياه ووصايا أبيه آدم عليه السلام واختلطوا بقوم أخيه قابيل فحدث ما لم يكن فى الحسبان نتيجة لاختلاط نساء قوم قابيل برجال قوم النبى شيث عليه السلام وقعت جريمة الزنا بينهم وكانت أول جريمة زنا تحدث على وجه الأرض منذ فجر التاريخ.

وصايا النبى آدم عليه السلام لابنه شيث

قبل موت النبى آدم عليه السلام وصى ابنه النبى شيث عليه السلام بوصايا وتعاليم ، وكانت من ضمن وصاياه ألا يخالطوا قوم قابيل ولا ينزلوا للسهول أبدا ، ولكن يسكنوا فى الجبال بعيدا عنهم ، فسكن النبى شيث وقومه الجبال وسكن قوم أخيه قابيل السهول ، وظل النبى شيث عليه السلام يدعو قومه بوصايا وتعاليم أبيه آدم عليه السلام ، وطلب منهم ألا يخالطوا قوم أخيه قابيل ولا يهبطوا للسهول فاستجاب له قومه بذلك ولم يختلطوا بقوم قابيل ولم ينزلوا السهول ، وألتزموا بتعاليم النبى شيث وخصوصا فى عدم الاختلاط بقوم أخيه قابيل .

الأسباب التى أدت لحدوث هذه الجريمة

بعد أن إلتزم قوم النبى شيث بتعاليمه وإتباع أوامره فى عدم الإختلاط بقوم أخيه قابيل فترة من الزمن ، جاء رجل من قومه خالف أوامره ولم يلتزم بهذه التعاليم ونزل للسهول وأراد الاختلاط بقوم قابيل فى يوم من الأيام ، وصادف ذلك اليوم عيدا عندهم ، فرأى ذلك الرجل قوم قابيل رجالا ونساء مجتمعين للاحتفال بذلك العيد ففتن بجمال نساء السهول من قوم قابيل واللاتى كن يختلفن فى أشكالهن وزينتهن وتبرجهن وجمالهن الشديد عن النساء اللاتى اعتاد على رؤيتهن فى الجبال ، فقد كانت نساء السهول أجمل من نساء الجبال ، ولكن كان رجال السهول فيهم دمامة ، وكان رجال الجبال أجمل من رجال السهول ، ولكن كانت نساء الجبال فيهن دمامة ، فذهب ذلك الرجل من قوم شيث واختلط بقوم قابيل وحضر عيدهم ، ورأى الإختلاط والمجون بين الرجال والنساء ؛ لأن الشيطان قد أضلهم فاتخذوا المعازف والملاهى وغرقوا فى اللهو والفساد ، وكانت نساء السهول من قوم قابيل شديدة الجمال والفتنة وسافرت الرأس ومتبرجة على عكس نساء الجبال من قوم شيث عليه السلام ، فلما رأى ذلك الرجل كل ما فيه قوم قابيل من هذا اللهو والفساد وجمال النساء وتبرجهن فتن بذلك وذهب يخبر قومه من أهل الجبال ، وبالفعل ذهب و أخبر قومه بما رأى من شدة جمال نساء السهول وحسنهن وتبرجهن حتى أغراهم بما وصف لهم من جمال نساء السهول ، فذهبت معه جماعة من قومه وعصوا أوامر النبى شيث عليه السلام وهى نصحه لهم بعدم الاختلاط بقوم قابيل ، ولكن خالفوا أوامره ونهيه لهم ، ونزلت الجماعات تلو الأخرى منهم إلى السهول واختلطوا بقوم قابيل وشاركوهم فى عيدهم ، واختلطوا بنسائهم وفتنوا بشدة جمالهن وحسنهن ، وافتتنت نساء السهول بجمال رجال الجبال ونضارة وجوههم ، ومن هنا وقع الاختلاط بينهم ، وحدثت أول جريمة زنا على وجه الأرض فى تاريخ البشرية ، ثم بعد ذلك توالى نزول قوم شيث عليه السلام إلى السهول للاختلاط بقوم قابيل حتى قل عدد أتباع النبى شيث عليه السلام الذين لم ينزلوا للسهول كغيرهم ، ولكنهم ظلوا متبعين أوامر نبيهم ولم ينزلوا ويختلطوا بقوم قابيل ، ولكن عندنا مات النبى شيث عليه السلام بعد تلك الجريمة بدأ الذين فسدوا من قومه يقتلون أتباعه الذين ظلوا على أيمانهم وأخلاقهم الحسنة ولم ينزلوا للسهول واتبعوا تعاليم وأوامر النبى شيث عليه السلام ، حتى قل عدد المؤمنين الذين ظلوا على إيمانهم ، وبعد فترة من الزمن أرسل الله عز وجل النبى إدريس عليه السلام من أحفاد وذرية النبى شيث عليه السلام وأمره بمحاربة أهل الفساد وقتالهم ، وبالفعل جهز جيشا كبيرا وحاربهم وقضى عليهم بأمر الله عز وجل ، واستطاع تطهير الأرض من الفساد والمفسدين .

وهنا نرى أن الله عز وجل قضى على أهل الفساد الذين أفسدوا فى الأرض ، وسخر من جنده من يحاربهم ويقضى عليهم ويقطع دابرهم ويطهر الأرض منهم ، ويعاقب قوما فسدوا فى الأرض وخالفوا تعاليمه وتعاليم نبيه وارتكبوا فاحشة الزنا وكانوا أول من يرتكبها على وجه الأرض .

المراجع :

١-كتاب "تاريخ الرسل والملوك" للطبرى ، ص ٥٩